إنّ لعبة ذا ووكينغ ديد سيزون تو هي عبارةٌ
عن لعبة مغامرةٍ مستمرّةٍ على شكل حلقات,و ترتكز سلسلة كتب ذا ووكينغ ديد
المصورة لروبرت كيركمان و مطورةٌ من قبل Telltale,و في الوقت الذي كانت
فيها الحلقة الأولى تركّز أكثر على تنمية الشخصية أكثر من الحبكة
القصصيّة،فإنّ الحلقة الثانية تأخذ إتجاهها و تضع كلّ شيءٍ في
السياق,وتقدّم قصةً عنيفةً ووحشيّةً تقوم بتحطيم تلك العلاقات المبنيّة في
المرة السابقة.نعم إنّها واحدةٌ من أفضل حلقات السلسلة حتى الآن…
في هذه الحلقة ستقوم باللعب بشخصية كليمنتين الرائعة،و لكنّ هذه الحلقة تنتمي حقاً إلى الممثل مايكل مادسن و شخصيته كارفر الشرير الهادئ و ذي الخطر المرعب،ومِثلَ نيجان و المحافظ في رسومات مجلات ذا ووكينغ ديد،سيكون له تداعيات رئيسيّةٌ لا تنسى على كليمنتين و طاقمها,حيث أنّه يمهد الطريق لمستقبل كئيبٍ و قاتمٍ لكليمنتين و مجموعتها,الأمر الذي يدلّ على أنّه سيكون مليئاً بالانتقام العنيف و اتخاذ القرارات الخاسرة في الحلقات القادمة،وبالمقابل فإنّ كليمنتين تحاول السيطرة على نفسها قليلاً…
و إذا كان هدف الحلقة الأولى جعلنا غير مرتاحين مع نموّ شخصيتها،فإنّ الحلقة الثانية هي تذكيرٌ بأنه دائماً ما يوجد هنالك شخصٌ أسوءُ من أسوءِ شخصٍ تعرفه،و على مدى هذه الحلقة ذاتِ الساعتين و النصف تقريباً,ستتخذ كليمنتين العديد من القرارات الكبيرة حول مصير مجموعتها،وخصوصاً خلال الثلاثين دقيقةً المرهقة و الدموية الأخيرة,بينما إصلاح العلاقات ستكون على طول الطريق…
إذا كنت معتاداً على مكانيكيّات اللعب لهذه السلسلة،فليس هنالك الكثير من التغيير هنا.و في الواقع،هذه الحلقة على وجه الخصوص تفتقر إلى الكثير من التفاعل في أسلوب اللعب,فالحلقة الأولى عرضت مختلف التقنيات و لحظات التفكير السريع،و لكن للأسف فهم غائبون عن أهاوس ديفايد،حيث ستشعر تقريبا بأنّك مجبرٌ من خلال الطريقة التي تتضمّن الزومبيز في اللعبة على قتال الزومبيز أو الهرب منهم بشتى الطرق…
المآزق والمعضلات في اللعبة مدمّرةٌ،و الحاجة الملحّة لإتخاذ القرارات الهامة يثبت صعوبتها مِثلُهَا مثلُ أيّ مقطعٍ مهمٍّ في الجزء الأوّل من اللعبة،وأفضلَ من أيِّ وقتٍ مضى,فقد تمّ تطبيع الشخصيّات قديمةً و جديدةً بطابعٍ إنسانيٍّ,الأمر الذي يجعل التفاعل معهم جميعاً أكثر إيجاعاً للقلوب،إن لعبة”أهاوس ديفايد” قد تكون أكبر حلقات ذا ووكينغ ديد حتى الآن،سواءٌ من حيث الأرضية أو المتغيرات التي سوف تواجهها على طول الطريق،أمّا المحادثات فهي تشكّل الغالبيّة من القصة التفاعليّة,و هي تنقسم إلى إتّجاهاتٍ مختلفةٍ بصورةٍ عشوائيّةٍ اعتماداً على من هو على قيد الحياة للحصول عليهم وكيفيّة تعاملك مع الآخرين،فربما لا تستطيع أن ترى بعض الأشياء المعيّنة أو إجراء محادثاتٍ بأكملها،أو التفاعل مع بعض الناس تبعاً للمكان الذي تأخذ كليمنتين إليه مع نهاية الحلقة التي تمتد خمسة أيامٍ ضمن اللعبة…
و في رحلتها إلى الشّمال للعثور على النجاة و صديقٍ مفقودٍ,ينتهي المطاف بكليمنتين بمعارك مسعورةٍ,و التي هي من بين أفضل تسلسل الأفعال التي أوجدتها “تيلتول” أكثر من أيّ وقتٍ مضى,حيث ستشعر بتسارع دقات قلبك بعد البحث عن سلاح،أو عند قتل زومبي ,أو عند محاولتك إنقاذ شخصٍ من السقوط من فوق جسر،إنّ غالبيّة المشاهد في جميع أنحاء “أهاوس ديفايدد” تبدو حاسمةً، حيث تبدو و كأنّها ذات ُعواقبَ دائمةٍ على كليمنتين و أسرة لوقا،أو على المجموعة الجديدة من الناجين الجديرين بالثقة،هذا و غيّرت “تيل تول” حقل اللعب تماماً بناءً على تلك القرارات أيضاً…
اعتماداً على ما إذا كليمنتين ستستسلم أم ستحاول التسلل بعيداً للعثور على منفذٍ,إذاً سيكون لديها خياراتٌ مختلفةٌ تماماً للعب و المحادثاتِ و خياراتٍ أخرى في مواقع منفصلة،إنّه لشيءٌ رائعٌ أن نرى مثل هذه التحوّلات الفورية و المهمّة,بدلاً من أن نتساءل متى سيأتي خيار هذا الحوار المحدد لمساعدتي أو لجعلي حزيناً،أما التمثيل الصوتيّ فهو يعمل بشكلٍ جيّدٌ و يترك انطباعاً واضحاً,أمّا الرسومات فتبدو أكثر مرونةً و أقلَّ جموداً.
0 التعليقات :
Post a Comment